الجمعة، 1 يوليو 2016

البرامج الجزائرية في رمضان 2016 ... من يضحك على الآخر؟

يعود الجزائريون، بعد انقطاع دام أحد عشر شهرًا، بمناسبة حلول شهر رمضان، ليتصالحوا ربما، مع البرامج التلفزيونية،
لعلها تؤنسهم بعد صوم يوم شاقّ، مليء بالعصبية والتّصارع، مع المستلزمات اليومية والحاجيات الضرورية، وفي الأخير ماذا سيجدون؟
كمّ هائل من الومضات الإشهارية الرّديئة، تتخلّلها بعض البرامج أو المسلسلات، التي أفرغت من محتواها الأساسي في تقديم عرض حقيقي للمشاهد.
البرامج الرمضانية الجزائرية، مثال صادق للعبث والسّخرية واللامهنية، عبر كوميديا فاشلة، لا تعبّر حتى عن يوميات الشعب الجزائري،
ولا تحمل في مضمونها، أية رسالة أو معنى على الإطلاق .
تصوير رديء، ممثلون غير مؤهلون، وبلا تكوين، إرتجال في التّمثيل، وغياب كامل للسّيناريو، الذي يبقى أكبر مشكلة تواجه المنجز الفنّي عبر شاشات السينما والتلفزيون في الجزائر، ذلك لأن السّيناريو يقوم من خلال نخبة مثقّفة مستقلّة عن السّلطة، لها نظرة مختلفة لأشياء الحياة، ووعي بالمخاطر، التي تهدّد المجتمع.
غالبية القنوات الفضائية الجزائرية أصبحت ترمي قاذوراتها إلى المشاهد الجزائري، غير مكترثة بالذوق العام، عبر مهزلة  وسماجة،  لم تجد غير جلب الوجوه المضحكة، وعرضها على المشاهد ظنا منها لإمتاعه، مع قدر بالغ من التكلف والتهريج، هاجسها المركزي، تعبئة برامجها،
ولا يهمّ الممثلين سوى كسب المال، والظهور أمام الكاميرات، وهكذا يداس على كل أشكال الفن والجمال والإبداع .
لم تكتف هاته القنوات ببث برامج ومسلسلات وومضات إشهارات رديئة وحسب، بل تعدّت ذلك إلى كاميرات خفية، تسيء إلى المسؤولين،
وإلى العامة في الشارع، عبر الإهانة واستعمال أساليب الترهيب، ودبّ الهلع في نفوس الناس، مما ينتج عن ذلك السبّ والشّتم والاعتداء على خصوصيات الآخرين، بدلا من استعمال الكاميرا الخفية للفرجة والفكاهة، بطريقة طريفة، تستخرج من الشخص المستهدف، دون الإساءة إليه أو إفزاعه،
كما نرى في الدول الغربية التي تعرف كيف تصنع الفرجة وتشاركها مع الجميع .
في الوقت الذي تطوّرت فيه وسائل الإعلام عبر العالم، وفي الوقت الذي تقدّمت فيه الميديا العربية باعتمادها على تكنولوجيا عالية، وتناول مواضيع هامة وحساسة بأساليب حديثة متطوّرة، تحمل معان سامية،  يشهد الإعلام الجزائري تراجعاً رهيباً، من حيث الظّهور، فهل سيعود رمضان «بلا حدود»،
ورمضان «ناس ملاح سيتي»، الذي صنعت ملامحه، وجوه، رحل بعضها، والبعض الآخر طاله التهميش،  أم ستستمر المهازل السّخيفة، خاصة في الوقت الذي هاجر فيه المشاهدون نحو القنوات التونسية والمغربية وحتى السعودية؟
فمن تراه يضحك على الآخر؟ نحن أم هم ؟





0 التعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأخرى